شهدت رحلة المنتخب الأولمبى إلى كوستاريكا وأوروجواى لإقامة معسكر تدريبى بهما استعدادا لأولمبياد لندن العديد من التجاوزات الإدارية التى أثارت جدلا واسعا فى الشارع الرياضى المصرى، لدرجة ذهب معها البعض إلى أن المنتخب الأولمبى لن يُحقق نتائج جيدة فى الدورة الأولمبية التى لم نتأهل لها منذ 20 عاما، خاصة بعد حديث البعض عن وجود أزمة كبرى بسبب" فتاة ليل " ذهبت لمعسكر المنتخب بصحبة أحد أفراد الجهاز الفنى، وهو ما نفاه الجهاز الفنى جملة وتفصيلا .
بداية القصيدة 30 ساعة شقاء
الأزمات بدأت مبكرًا وتحديدًا فى رحلة الذهاب من القاهرة، حيث استغرقت الرحلة ما يقرب من 30 ساعة رغم أن المدة الطبيعية للرحلة لا تستغرق أكثر من 18 ساعة، وتوجهت بعثة المنتخب من القاهرة إلى أمستردام فى رحلة استغرقت خمس ساعات وظلت فى مطار أمستردام ترانزيت أربع ساعات ومنها إلى مطار كاراكاس فى فنزويلا، فى رحلة استغرقت 11 ساعة ومكثت فى مطار كاراكاس أربع ساعات ترانزيت، ومن مطار كاراكاس إلى سان جوزيه عاصمة كوستاريكا فى رحلة استغرقت ثلاث ساعات بالإضافة إلى خمس ساعات أخرى فى مطار سان جوزيه لحين إنهاء الإجراءات.
ولم يستطع عدد من لاعبى المنتخب السفر مع المنتخب من القاهرة وتم منعهم فى مطار القاهرة لعدم حصولهم على تأشيرات، وتم حل الأزمة ولحقوا بالبعثة عن طريق ألمانيا، واللاعبون هم شهاب الدين أحمد وإسلام رمضان وصالح جمعة وعمر جابر ومحمد إبراهيم.
مشاكل التأشيرات لم تنته عند هذا الحد بل وصلت إلى حد احتجاز فكرى صالح مدرب حراس مرمى المنتخب ومعه معتمد جمال المدرب العام واللاعبين محمود علاء ومحمد بسام، فى مطار شيلى ما يقرب من 11 ساعة أثناء التوجه من كوستاريكا إلى أوروجواى لمواجهة منتخب الأخير وديًا فى ختام المعسكر الخارجى وهى المباراة التى انتهت بالتعادل السلبى، حيث إن تأشيرة دخول أوروجواى تم كتابتها بخط اليد لكل البعثة وهو متبع فى دول أمريكا الجنوبية، إلا أن الخطأ فى تأشيرة فكرى صالح هو كتابة تاريخ التأشيرة 14 أبريل 2011 وليس 2012 مما أدى لإيقاف مدرب الحراس ومنعه من مغادرة مطار تشيلى لأكثر من 11 ساعة لولا تدخل عمرو عفيفى مالك الشركة الراعية الذى أجرى اتصالات بسفارة مصر فى تشيلى وأنهى الأزمة، مما أدى لعدم حضور الرباعى للتدريب الوحيد للمنتخب قبل مباراة أوروجواى.
رمزى ومارك وبداية المشاكل
ثانى الأزمات تمثلت فى رفض الجهاز الفنى خوض مباريات بنما والمكسيك وهندوراس بحجة عدم وصول اللاعبين الذين تم منعهم من السفر فى مطار القاهرة، لكن "اليوم السابع" علمت أن سبب رفض هانى رمزى المدير الفنى للمنتخب خوض المباريات هو اتفاقه مع شخص يدعى مارك صاحب شركة "match world" للتسويق الرياضى والذى نظم مباراة أوروجواى، على عدم خوض أى مباراة من تنظيم الشركة الراعية لاتحاد الكرة، حتى يحقق مارك استفادة مادية لشركته، وهو ما نفّذه رمزى حيث رفض كل المباريات، ووافق فقط على مباراة كوستاريكا لإحراج الشركة الراعية للجبلاية، خاصة أن منتخب كوستاريكا الأوليمبى تم تسريحه عقب فشل التأهل للأوليمبياد، والمنتخب الذى واجه الفراعنة فى المباراة الوحيدة هناك، كان منتخب الشباب الكوستاريكى، بعدها توجه المنتخب لأوروجواى وواجه منتخبها وديًا فى المباراة التى نظمتها شركة "match world"، وهى المباراة التى غرّمت اتحاد الكرة ما يقرب من 30 ألف دولار لصالح شركة "بروموأد" الراعية للجبلاية نتيجة عدم التزام الجهاز الفنى بارتداء شعارات الشركة الراعية فى المباراة، ليصل مجموع الغرامات على اتحاد الكرة من وراء مخالفات المنتخب الأوليمبى فقط ما يقرب من مليون ونصف جنيه لصالح الشركة الراعية.
مصدر بالجهاز الفنى للمنتخب أكد لـ"اليوم السابع" أن مارك صاحب شركة "match world" وعد هانى رمزى بعروض تدريبية فى فرق من الدورى الممتاز الهولندى والألمانى عقب انتهاء الأوليمبياد، وكان هذا الوعد كلمة السر فى موافقة رمزى على كل قرارات وأفكار مارك، الغريب أن عمرو عفيفى حاول تفريق رمزى عن مارك من خلال تفاوضه مع الجهاز الفنى للمنتخب بمنحهم مكافآت خاصة من الشركة الراعية تحت مسمى مكافآت تحفيزية قبل الأوليمبياد، إلا أن رمزى ورفاقه أصروا على موقفهم.
كما أن مارك قام بتحمل تكلفة سفر هانى رمزى إلى لندن لحضور قرعة الأوليمبياد من جيبه الخاص، وهو ما شجع رمزى على مخالفة قرارات اتحاد الكرة بعدم سفره لحضور القرعة، ليتوجه رمزى بصحبة علاء عبد العزيز مدير المنتخب إلى لندن وحضور القرعة، كما تحمل مارك تكلفة سفر رمزى من كوستاريكا إلى لندن.
العاهرة والفضيحة الجنسية
أما الأزمة الكبرى التى هزت الشارع المصرى، وهى شائعة وجود فضيحة جنسية داخل معسكر كوستاريكا، حيث علمت "اليوم السابع" أن ما حدث كان عبارة عن حفلة فى فندق إقامة المنتخب، حضر الحفلة أحد أفراد الجهاز الفنى واتفق مع عاهرة على قضاء ليلة معها وبالفعل وفقًا لرواية أحد شهود العيان تمت الواقعة وحصلت الفتاة على ما يقرب من 300 دولار، وتم اكتشاف الأزمة من خلال أمن الفندق، حيث أن قواعد الإقامة فى الفندق لا تسمح بإدخال أحد للغرف غير نزلاء الفندق، وعند خروج الفتاة من الفندق أوقفها الأمن واستفسر منها عن تواجدها فى إحدى الغرف فاعترفت بالواقعة وتعرفت على الشخص الذى اصطحبها أمام الأمن، وتم إنهاء الأزمة بشكل ودى بعد تدخل مسئولى البعثة حفاظًا على سمعة اللاعبين والبعثة.
خناقة الشناوى وفكرى صالح
كما وقعت مشادة أثناء المعسكر بين فكرى صالح وأحمد الشناوى حارس المرمى، بسبب رفض فكرى مشاركة الشناوى فى مباراة أوروجواى كاملة بداعى الإصابة، إلا أن الحارس أكد أنه سليم ويمكنه المشاركة فى المباراة كاملة، ما أدى لتطور الموقف وتأزمه لولا تدخل أحد أفراد الجهاز الفنى لاحتواء الأزمة، وتم الدفع بالشناوى فى شوط واحد من المباراة، كنوع من أنواع الحل الوسط بين الطرفين.
السعيد يدرب فريقًا إماراتيا
المثير أن أزمات المعسكر كشفت عن فضيحة إهدار مال عام داخل المنتخب عقب مباراة بازل السويسرى التى أقيمت يوم 16 مارس الماضى، فلم يسافر طارق السعيد مدرب الفريق مع البعثة من القاهرة، لانشغاله بعمله مع أحد فرق دورى الشركات بالإمارات، وهو ما يخالف لوائح اتحاد الكرة بعدم الجمع بين عملين داخل الاتحاد، أما المخالفة المالية فتمثلت فى حصول المدرب على مكافأة الفوز على بازل وقيمتها ثمانية آلاف جنيه رغم أنه لم يتواجد مع الفريق نهائيًا طوال المعسكر.